قد تستمع لأغنية قديمة من زمن لم تعشه، أو تشاهد فيلمًا كلاسيكيًا، فتغمرُك مشاعر حنين غريبة لا تُفسَّر بسهولة. فما الذي يجعلنا نشتاق لذكريات ليست لنا أصلًا؟
هذا الشعور يُعرف في علم النفس باسم “النوستالجيا المستعارة” أو Anemoia، وهو نوع من الحنين إلى ماضٍ لم نكن جزءًا منه، لكنه يبدو لنا دافئًا وجميلًا بشكلٍ غير مبرر.
يرى الباحثون أن الحنين ليس دائمًا متعلقًا بالتجربة الشخصية، بل هو انعكاس لحالة نفسية نبحث فيها عن الأمان والبساطة. وعندما نرى صورًا أو نسمع موسيقى من عصور سابقة، فإن خيالنا ينسج قصصًا عنها، مليئة بالطمأنينة والرومانسية، حتى لو كانت تلك العصور صعبة واقعيًا.
كذلك، وسائل الإعلام تلعب دورًا في ترسيخ صورة مثالية عن الماضي، سواء عبر الأفلام أو الروايات أو الإعلانات، مما يجعلنا نُحب تلك الأزمنة ونشعر بأنها كانت “أكثر دفئًا” من عصرنا الرقمي السريع.
ربما يكون هذا الحنين وسيلة للهروب من تعقيدات الواقع، أو محاولة لاكتشاف جزء من ذواتنا الضائعة.
في النهاية، نحن لا نشتاق دائمًا لما عشناه، بل أحيانًا نشتاق لما نحتاجه نفسيًا… حتى لو لم نختبره قط.