ربما لاحظت أنك تشعر بالنعاس في الحافلة أو القطار أو حتى في المقعد الخلفي للسيارة، حتى لو لم تكن متعبًا جدًا. فهل هناك تفسير لهذا الشعور المفاجئ بالنعاس عند التنقل؟

الجواب يكمن في مجموعة من العوامل النفسية والجسدية تعمل معًا لتجعل وسائل النقل بيئة مثالية للنوم:

أولًا، الاهتزازات الخفيفة المتكررة التي تصدر عن وسائل النقل — مثل اهتزاز القطار أو حركة السيارة — تُشبه ما تفعله الأمهات عندما تهز المهد لتهدئة الأطفال. هذه الحركات تُحفّز جزءًا في الدماغ يُدعى “الجهاز الدهليزي”، المسؤول عن التوازن، مما يساعد على الاسترخاء.

ثانيًا، الضجيج الأبيض الناتج عن صوت المحرك أو احتكاك الإطارات يُساعد على تهدئة الأعصاب، بنفس الطريقة التي تُستخدم بها أصوات المطر أو المروحة لتحفيز النوم.

ثالثًا، في وسائل النقل، غالبًا ما نكون غير مطالبين بأي مجهود ذهني أو بدني. لا قيادة، لا تركيز، فقط الجلوس… وهذه الحالة من الخمول المؤقت تُعطي إشارة للدماغ بأن الوقت مناسب للقيلولة.

وأخيرًا، هناك شعور لا شعوري بـالأمان المؤقت في وسيلة النقل، خاصةً إن كان شخص آخر يقود. وهذا الأمان يُطمئن الدماغ ويُخفف من التوتر.

لهذا السبب، تجد الكثيرين يغفون بسهولة في وسائل النقل — حتى لو كان ذلك في رحلة قصيرة.