ربما لاحظت أنك تختار مقعد النافذة في القطار أو الطائرة، أو تستمتع بالجلوس قرب النافذة في المقهى أو غرفتك. فما الذي يجعل هذه الزاوية الصغيرة من العالم مصدرًا للراحة والسكينة؟
الجلوس بجانب النافذة يُوفّر شعورًا فريدًا بـ الخصوصية والانفتاح في آنٍ واحد. فأنت محاط بمكان مألوف، لكنك تطل على عالم متغير، وكأنك تراقب الحياة من بعيد، دون أن تُجبر على التفاعل معها.
من الجانب النفسي، يُعتقد أن النظر إلى الخارج من خلال نافذة يُفعّل مناطق في الدماغ مرتبطة بالتأمل والإبداع. فالمنظر المتحرّك أو المشهد الطبيعي يُحفّز الخيال ويمنحك فرصة للهروب المؤقت من ضغوط اليوم.
كذلك، فإن ضوء الشمس الطبيعي القادم من النافذة يُساعد على تحسين المزاج وتنظيم الساعة البيولوجية، مما يجعل الجلوس قربها تجربة مريحة جسديًا ونفسيًا.
وقد يكون للأمر بُعد عاطفي أيضًا؛ فالنوافذ تُمثّل بابًا صغيرًا على الحرية، وإحساسًا بأن هناك عالمًا أكبر ينتظر خارج الجدران.
ولهذا السبب، لم تكن النوافذ مجرد فراغ في الجدار، بل نافذة إلى الداخل أيضًا… إلى أعماق النفس.